الجمعة، نوفمبر 27

من جميل شعر الأستاذ نزار قباني...

مقدمة الديوان الرائع "الرسم بالكلمات":
إذا تصفحت يوما يا بنفسجتي
هذا الكتاب الذي لا يشبه الكتبا..
تباركي بحروفي .. كل فاصلة
كتبتها عنك يوما .. أصبحت أدبا..
كتبت بالضوء عن عينيك . هل أحد
سواي بالضوء عن عينيك قد كتبا؟..
وكنت مجهولة حتى أتيت أنا
أرمي على صدرك الأفلاك والشهبا...
أنا.. أنا.. بانفعالاتي وأخيلتي
تراب نهديك حولته ذهبا...

لا غالب إلا الحب
برغم ما يثور في عيني من زوابعٍ 
ورغم ما ينام في عينيك من أحزان 
برغم عصرٍ، 
يطلق النار على الجمال، حيث كان.. 
والعدل، حيث كان.. 
والرأي حيث كان 
أقول: لا غالب إلا الحب 
لا غالب إلا الحب 
فلا يغطينا من اليباس، 
إلا شجر الحنان.. 
2
برغم هذا الزمن الخراب 
ويقتل الكتاب... 
ويطلق النار على الحمام.. والورود.. 
والأعشاب.. 
ويدفن القصائد العصماء.. 
في مقبرة الكلاب.. 
أقول: لا غالب إلا الفكر 
للمرة المليون، 
لا غالب إلا الفكر 
ولن تموت الكلمة الجميله 
بأي سيفٍ كان... 
وأي سجنٍ كان. 
وأي عصرٍ كان... 

بالرغم ممن حاصروا عينيك.. 
وأحرقوا الخضرة والأشجار 
أقول: لا غالب إلا الورد.. 
يا حبيبتي. 
والماء، والأزهار. 
برغم كل الجدب في أرواحنا 
وندرة الغيوم والأمطار 
ورغم كل الليل في أحداقنا 
لا بد أن ينتصر النهار... 

في زمنٍ تحول القلب به 
إلى إناءٍ من خشب.. 
وأصبح الشعر به، 
في زمن اللاعشق.. واللاحلم.. واللابحر.. 
أقول: لا غالب إلا الشعب. 
للمرة المليون، 
لا غالب إلا الشعب.. 
وبعد عصر النفط، والمازوت 
لابد أن ينتصر الذهب...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق