الأحد، أكتوبر 1

اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم...

الحُسين بن علي بن أبي طالب سبط النبي محمد صلى الله عليه وآله وحفيده، ويلقب بسيد شباب أهل الجنة، خامس أصحاب الكساء، كنيته أبو عبد الله.

ولد في المدينة، ونشأ في بيت النبوة، وإليه نسبة كثير من الحسينيين. شارك في معارك الجمل وصفين والنهروان التي خاضها مع أبيه علي بن أبي طالب في مواجهة الناكثين والقاسطين والمارقين. خضع لإمامة أخيه الحسن والتزم ببنود الصلح مع معاوية، إلاّ أنّه بعد موت معاوية و أخذ البيعة لإبنه يزيد خلافاً بمعاهدة الصلح، رفض إضفاء الشرعية على حكم يزيد بن معاوية، وتوجّه على إثرها إلى الكوفة استجابة لدعوة الكوفيين إلاّ أنّه جوبه بخيانتهم وتنصلهم عن المواثيق والعهود التي أبرموها معه (ع)، واستشهد ومعه اثنين وسبعين من أنصاره، وسيقت نساؤه وذراريه أسارى من الكوفة إلى الشام. وكان لحركته دور فاعل في تغيير مسار التاريخ الإسلامي عامة والشيعي خاصة، حيث استطاع كسر حاجز الخوف والرهبة من بطش الأمويين، وأعاد للأمّة الإسلامية إرادتها، وبعث فيها روح الفداء والتضحية حتى توالت الثورات بعد شهادته فضلاً عن الانعكاسات التي خلقتها الثورة في شتى مفاصل الحياة الاجتماعية والسياسية في المجتمع الإمامي وعلى مستويات الفكر والفن والسياسة. وهو الّذي تأصلت العداوة بسببه بين بني هاشم وبني أمية حتى ذهبت بعرش الأمويين. وذلك أن معاوية بن أبي سفيان لما مات، وخلفه ابنه يزيد، تخلف الحسين عن مبايعته، ورحل إلى مكة في جماعة من أصحابه، فأقام فيها أشهرا، ودعاه إلى الكوفة أشياعه فيها، على أن يبايعوه بالخلافة، وكتبوا إليه أنهم في جيش متهيئ للوثوب على الأمويين. فأجابهم، وخرج من مكة مع مواليه ونسائه وذراريه ونحو الثمانين من رجاله. وعلم يزيد بسفره فأرسل رسائل إلى ابن عباس ينشده الله والرحم ألا يخرج الحسين فحدثه ابن عباس بذلك ولكن الحسين رفض ولما وصل الحسين إلى العراق أرسل أمير الكوفة والبصرة عبيد الله بن زياد جيشاً اعترضه في كربلاء فنشب قتال عنيف أصيب الحسين فيه بجراح شديدة، وسقط عن فرسه، فقطع راسه شمر بن ذي الجوشن، وأرسل رأسه ونساءه وأطفاله إلى دمشق .دفن جسده في كربلاء. وبحسب مرويات الشيعة فإنه قد تم دفن رأسه الشريف في كربلاء مع جسده في درب عودة السبايا من الشام، بينما اختلف اهل السنة في الموضع الّذي دفن فيه الرأس فقيل في دمشق، وقيل في كربلاء، مع الجسد، وقيل في مكان آخر، فتعددت المراقد، وتعذرت معرفة مدفنه. كان مقتله يوم العاشر من محرم سنة 61 هجرية الموافق 10 أكتوبر سنة 680 ميلادية. ويسمى بعاشوراء.
قال تشارلز ديكنز:
"إن كان الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام".
قال توماس كارليل:
"أسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء هو أن الحسين وأنصاره كان لهم إيمان راسخ بالله، وقد أثبتوا بعملهم ذاك أن التفوق العددي لا أهمية له حين المواجهة بين الحقّ والباطل والذي أثار دهشتي هو انتصار الحسين رغم قلّة الفئة التي كانت معه".
قال إدوارد براون:
"وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتّى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلّها".
قال وليام لوفتس، الآثاري الإنكليزي:
"لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية، وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذة".