الأربعاء، مايو 8

وقفة تدبرية

 [[ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن یُؤۡتِیَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ یَقُولَ لِلنَّاسِ👈كُونُوا۟ عِبَادࣰا لِّی مِن دُونِ ٱللَّه👈وَلَـٰكِن كُونُوا۟ رَبَّـٰنِیِّـۧنَ بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَـٰبَ وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُون وَلَا یَأۡمُرَكُمۡ أَن تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡمَلَـٰۤئكَةَ وَٱلنَّبِیِّـۧنَ أَرۡبَابا أَیَأۡمُرُكُم بِٱلۡكُفۡرِ بَعۡدَ إِذۡ أَنتُم مُّسۡلِمُون ]]

تذكرت على الفور هذه الرواية المنسوبة ظنا وزورا الى نبينا الكريم محمد والتي فيها يُحبب أحد المؤمنين في أن يجعل له صلاته كلها ‼️🫢 عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ فَقَالَ : مَا شِئْتَ . قَالَ قُلْتُ الرُبُعَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ النِّصْفَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ : إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ .قال الترمذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .

فسبحان الله
أإلى هذه الدرجة وصلت بهم الاساءة في رواياتهم لنبي الله ؛ أنه يُعَبِّد الناس لنفسه وأن يتخذوه ربا من دون الله فكأنه يقول بلسان الحال (كُونُوا۟ عِبَادࣰا لِّی مِن دُونِ ٱللَّه) فاجعلوا لي من دون الله صلاتكم وذكركم ودعائكم كله (حاشاه يفعل هذا) .. بل ويتقمص دور الرب فيكافئ (وكأنه ربا يملك) من يجعل له صلاته كلها بكفاية همه ومغفرة ذنبه !!!!
حاشا لنبي الله أن يفعل هذا ف (مَا كَانَ لِبَشَر) كما قال الله أن يفعل ذلك فما بالنا بمن وصفه الله (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِیم) ويقرأ الناس ذلك الكلام فيصدقوا .. وبدلا من انشغالهم بذكر الله ذكرا كثيرا كما يأمرهم ربهم : [[ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ ذِكۡرࣰا كَثِیرا .. وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةࣰ وَأَصِیلا ]]
ينشغلون ويجعلون صلاتهم كلها سؤال الله الصلاة على نبيه... اللهم صلِ... اللهم صلِ ‼️
رغم أنّه سبحانه ما طلب منهم من الأساس أن يسألوه صلاةً علي نبيه .. بل هى الجهالة والفهم الخاطيء أنهم ظنوا أن أمر الله لهم بالصلاة عليه أن يظلوا يرددوا: اللهم صلِ... اللهم صلٍ... مرةً وعشراً وألفاً ..بدلا من تحقيق مراد الله بالصلاة عليه باتباع النور الذي انزل معه (فَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ مَعَهُۥۤ أُو۟لَـٰۤئكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُون).
وإضافة على ذلك، فالله سبحانه أمر نبيه بالصلاة على المؤمنين (خُذۡ مِنۡ أَمۡوَ ٰ⁠لِهِمۡ صَدَقَةࣰ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّیهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَیۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنࣱ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ)، أي يكون النبي الكريم على صلة وتواصل مع المؤمنين لما أوحي اليه من القرآن لينذرهم به ويصدقوا ما بين يديه!
وكذلك أيضاً، فالله سبحانه يصلى على المؤمنين (هُوَ ٱلَّذِی یُصَلِّی عَلَیۡكُمۡ وَمَلَـٰۤىِٕكَتُهُۥ لِیُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَحِیمࣰا) وهذا يعني أن الله يتصل بعباده من خلال رسوله وما ينزل عليه من الكتاب والقرآن ليخرج المؤمنين من ظلمات الشرك والجهل والضلال لنور الإيمان والحق!
 
وليس المفلحون من يظلون يرددون جهالة: اللهم صلِ ...اللهم صل...والله سبحانه ما طلب
منهم إلا اتباع النور الذي انزل معه ‼️ ثمّ كأنهم اشركوا بالله رسوله معه في ذكره أَوۡ أَشَدَّ ذِكۡرا ‼️
 
فصدق الله العظيم
وَمَا یُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُون!