الخميس، يناير 28

من أجمل ما قرأت اليوم للدكتور ابراهيم أبو محمد مفتي استراليا

"تعودت الدول الكبرى وبخاصة أمريكا أن يلعبوا معنا شعوبا، وحكاما، وحكومات، ويبدو أننا كأنظمة نستمتع بهذا اللعب حتى أدمناه , فوضعنا أنفسنا تحت وصايتهم حتى لا نحرم من بركات توجيهاتهم ,  وبداية اللعب معنا ليست جديدة ,وإنما بدأت بعد سقوط الخلافة العثمانية بثلاثة أنواع من الإقصاء: السياسي ,والتشريعي , والثقافي.    الإقصاء السياسي بفصل الدين عن الدولة وإبعاد الإسلام عن منصة الحكم والتوجيه, وحتى يتم هذا الفصل ويبرر ويستكمل تم اختطاف بعض المصطلحات العظيمة وإهانتها وتحقير معناها وتنفير الناس من مجرد ذكرها كنموذج (مصطلح الدولة الإسلامية) و(مصطلح الجهاد) و(مصطلح الشريعة).  والإقصاء التشريعي بإقصاء الشريعة عن منصات التشريع والقضاء واستبدالها بالقوانين الوضعية. والإقصاء الثقافي بدأ بإبعاد اللغة العربية الفصحى واستبدالها بالعامية في كل وسائل الثقافة والإعلام صحفا ومجلات وإذاعات وفضائيات وتوسيع دوائرها في كل مجالات الأدب , الشعر والنثر والرواية والقصة,  والتشجيع عليها ورصد الجوائز لمن يكتبون بها.  أدوات الكبار في اللعب معنا كثيرة ومتنوعة , بعض هذه الأدوات تملكها الدول الكبرى وهي تحت يدها وفي قبضتها، ويمثلها معاهد أبحاث تعنى بالدراسات الاستشراقية ,  والسياسية , الاستراتيجية الخاصة بالشرق الأوسط , وهي معاهد تابعة لمراكز القرار وممولة من الجهات السيادية , وبعضها تشتريها من  داخل بلادنا وعمق أراضينا، وبعض هذه الأدوات يستأجرها الكبار ويدفعون إيجارها ، وهؤلاء يشكلون كتائب ثقافية تتكون من صحفيين وروائيين وفنانين وممثلين ومطربين وشعراء وأدباء وجميعهم يمثلون  الذراع الثقافي الذي يمهد الأرض لمشروعات الكبار ويخدم على توجهاتهم , وبعض هذه الأدوات  يقدم نفسه للآخرين هدية بلا ثمن، إما تزلفا بترخص، من باب التسويق للمؤهلات وعرض البضاعة وتقديم العينة تمهيدا وإغراء بالشراء، وإما بغباء وحماقة يدفعها حماس عشوائي أهوج  يتصرف من وحي اللحظة , ولا ينظر لمآلات الأمور.  وكانت نتيجة هذا الإقصاء وجود أجيال من النخب الثقافية كارهة لكل ما يمت للإسلام بصلة, ومستعدة كل الاستعداد أن تتخلى عن أي مبادئ في سبيل إقصاء كل ما هو إسلامي , وقد سيطرت هذه النخب على كل مراكز القرار,  كما سيطرت على كل وسائل الإعلام وصياغة الرأي العام , فما حررت وطنا ولا حمت كرامة للبشر ,و لا استقلت في قرارها الاقتصادي, بل رهنت إرادة البلاد وشردت العباد فأفقرت الغني  وأماتت الفقير وسحقت الطبقة الاجتماعية الوسطى التي تعتبر رمانة الميزان الاجتماعي ومركز التوازن والاتزان وضاعت ثروات الأمة لحساب مصانع السلاح وعشقا في الولايات المتحدة , ثم تلاشت حدود الوطن بنظرية الفوضى الخلاقة التي استحدثتها الولايات المتحدة لتعيد من جديد ترتيب المنطقة وفق مصالحها هي دون اعتبار لمن أعطوها كل الثروة وكل الولاء وكل الثقة, وكانت النتيجة أنها قربت إيران وأبعدتهم , وتفاوضت معها وغابوا هم , ورفعت الحظر عن 80  مليار دولار كانت مصادرة  كأموال لدولة راعية للإرهاب, بينما شرعت لهم قانون جاستا وورطتهم  في حروب داخلية عبثية تأكل ما تبقي من قوة , وتستنفد ما تبقى من جهد, وتقطع بين الأخوة ما تبقي من أرحام ووشائج . ولا يزال أبناء العم سام يلعبون معنا, ثم جاء ترامب بطموح أكبر , ويريد أيضا أن يلعب بنا,  ثم يلعب فينا ,  فما هي أدواتهم المستخدمة في اللعب معنا واللعب بنا , واللعب فينا إن استطاع إلى ذلك سبيلا.  ومن ثم وجب علينا أن نعرف وأن نستعد وأن نرد وأن نصد ....وإلا..... فعليكم السلام…. أيها العرب." 

الجمعة، يناير 15

تنويه..

غدا ان شاء الله ستتوفر الطبعة الثانية من أطلس الدكتور محمد الغمريني للأمراض الجلدية بمكتبات كليات الطب في مصر. طباعة فائقة الجودة. الأطلس يفيد أطباء الأمراض الجلدية ويساعد أطباء الأطفال والباطنة وأطباء النساء فيما يتعلق بالجلد بتخصصاتهم.
 Tomorrow, God Willing, the second edition of "Dr. Ghamriny's Atlas of Dermatology" will be available in medical bookstores in Egypt. Ultra-fine print quality. The Atlas is much helpful for dermatologists, and  also useful for pediatricians, internists, and gynecologists.
Demain, si Dieu le veut, la deuxième édition du "Dr. Ghamriny Atlas de dermatologie" sera disponible dans les librairies médicales en Egypte. Ultra-fine qualité d'impression. L'Atlas est beaucoup plus utile pour les dermatologues, et également utile pour les pédiatres, internistes et les gynécologues.

الأحد، يناير 3

ما هو الموت؟


سأل شخص الدكتور مصطفى محمود: ما هو الموت؟
فأجابه: هو استدعاء لمقابلة ملك الملوك.
فاليتذكر الإنسان انه مهما كانت قيمته بالدنيا فسيدفن تحت التراب، وستنساه الأيام والناس..فعلام الكبر والغرور؟!

في غمضة عين .. في لمح البصر .. وبدون سابق إنذار .. قد يختلف كل شئ 180 درجة وتتقلب الدنيا رأسًا على عقب .. ليست دعوة للكآبة والزهد، بقدر ما هي دعوة للواقعية ولفهم حقيقة الحياة الدنيا التي نعيشها ومشغولين بها  إلى حد الغفلة. كل منا - إلا من رحم ربي- يعتقد  أن الموت (أو أي ابتلاء دنيوي بصفة عامة) بعيد عنه تمامًا، وسوف يتخطاه بلا شك إلى غيره!  لكن، في يوم من الأيام ستتبدل  الأدوار ويتخطى هذا الزائر الأخير غيرَه إليه .. المشكلة الأزلية إن هذا اليوم  مُبهَم .. مجهول .. مُفاجئ .. وهنا مكمن الخوف ، وموطن الاستعداد .. لا ضامن ولا ضمان ولا أمان في هذه الدنيا غير الله .. من  أنت معه اليوم  يمكن  أن يكون بعد   ساعة  في عالم آخر.. وحياة أخرى..
محظوظون هم من يستطيعون   تصفية  حساباتهم   أولاً بأول .. ومن يحضّرون  أنفسهم  لأى رحيل أو سفر مُفاجئ  أو ابتلاء مقدر .. الجاهلون من الناس (وما أكثرهم)  يعتبرونهم زاهدين في الدنيا ولا حاجة  لهم فيها ولا قيمة لشئ عندهم. 
النفوس الزكية الطيبة لا ترضى أبداً بأن تملؤها قمامة وفضلات المشاعر الإنسانية من حقد وحسد وتكبر واستعلاء وكره وغيرة وانتقام وتباغض..بل تسمو هذه النفوس الطيبة بحسن قربها من الله وتوددها إليه فتمتلئ بفيض من أطيب المشاعر الإنسانية من مودة ورحمة وحب وتسامح وعفو وتواضع والتماس الأعذار للآخرين.
اللهم إنا نسألك من الخير كله ونعوذ بك من الشر كله، ونسألك اللهم حسن الخاتمة.