السبت، يوليو 9

نزار قباني

 

يا عيد عذرا فأهل الحي قد راحوا !
واستوطن اﻷرض أغراب وأشباح !!
ياعيد ماتت أزاهير الرُّبى كمدا !
وأوصد الباب ما للباب مفتاح !!
أين المراجيح في ساحات حارتنا !
وضجة العيد والتكبير صداح !!
الله أكبر تعلو كل مئذنة !
وغمرة الحب للعينين تجتاح !!
أين الطقوس التي كنا نمارسها !
ياروعة العيد والحناء فواح !!
وكلنا نصنع الحلوى بلاملل !
وفرن منزلنا في الليل مصباح !!
وبيت والدنا بالحب” يجمعنا !
ووجه والدتي في العيد وضاح !!
أين الذين تراب اﻷرض يعشقهم !
فحيثما حطت اﻷقدام أفراح !!
أين الذين إذا ماالدهر آلمنا !
نبكي على صدرهم نغفو ونرتاح !!
هل تذكرون صلاة العيد تؤنسنا !
تَكبيرُنا شَمَمٌ والفرْحُ يَنداحُ!!
وبعدها يذهب الإخوان وجهتهم
نحو المقابر زوارا وما ناحوا !!
لكن أفئدة بالحزن مظلمة !
والدمعُ في لَهَفٍ بالسِّرِّ بَوَّاحُ!!
كنا نخطط للأطفال حلمهمو
لكنّهم بَذَلوا والبَذْلُ أرواحُ!!
تآمرالغرب واﻷعراب واجتمعوا 
فالكل في مركبي رأس و ملاح !

وأين أسيافنا والجيش عنترة !
وأين حاتمنا هل كلهم راحوا !!
يا عيد عذرا فلن نعطيك فرحتنا !
مادام عمت بلاد الشام أتراح.