الخميس، مايو 7

الحمد لله والشكر حمدا وشكرا لا ينبغيان لغيره في النهار اذا تجلى والليل اذا يغشى...

الحمد لله أن جعلني ممن يشهدون له بالوحدانية ولنبيه الكريم محمد بن عبد الله بالرسالة وأن رزقني من غير حول مني ولا قوة بطيبه القلب، وخفض الجناح للضعيف والفقير، والعدل وقت الرضا ووقت الغضب, وأحمد الله كذلك  أن منحني القدرة على أن أتحمل مصائبى وآلامي وحدى، لا أشرك فيها ابنتي قرة عيني ولا القريبين من أصدقاء أو أقارب. .كما أحمد الله تعالى على نعمة الإيمان المطلق بقضائه وقدره  فلا أرى فى الدنيا شيئا يتم بغير أمر الله، والحمد لله الذي أجرى حمده وثناءه على لساني والرضا به وبقدره في قلبي، وأن رزقني في حياتي بمن علمني كيف أعطر لساني وقلبي وروحي بحسن تلاوة قرآنه الكريم.
الحمد لله الذي أسبغ علي من نعمه حتى صار أكبر أملي وهمي في هذه الحياة الدنيا أن يخرجني سبحانه وتعالى منها غير مفرط ولا مضيع، وهو تعالى عني راض.  

من جميل ما كتب الأستاذ عبد الوهاب مطاوع في كتاب "رسائل محترقة":

"آه لو تعفف الإنسان عن إيذاء الآخرين وحاول دائمًا أن يحقق أهدافه في الحياة بغير أن يمشي إليها فوق جثث الآخرين وصراخهم وعويلهم ، إذًا لاختفت معظم أسباب الشقاء الإنساني ولتخففت الحياة كثيرًا من آلامها .
لقد استعرض الفيلسوف الألماني "كانت" شريط حياته وهو مستلقٍ في فراشه من الطفولة إلى لحظته الراهنة .. ثم هز رأسه وقال : هذا حسن ، وأسلم روحه لبارئها مطمئنًا إلى أنه لم يؤذِ أحدًا في حياته . وأحد الصالحين تولته رجفة وهو في نزعه الأخير فعاتبه صديق صالح قائلاً له : أتخشى لقاء ربك وأنت من عشت حياتك في طاعته ؟ ، فأجابه باكيًا : أخشى أن أكون قد آذيت نفسًا بغير أن أدري. 
فكم منا يا صديقي يستطيع أن يردد نفس العبارة وبعضنا لا يهتز له رمش وهو يطأ الآخرين في طريقه إلى تحقيق مأربه مع أن أبواب الحياة متسعة للجميع ... ويستطيع كل إنسان لو أراد أن يحقق سعادته بغير إشقاء الآخرين .. ويستطيع أن يرضى بما حقق ولا يتعجل قطف الثمار إلى أن تأتيه راغبة وحين يأذن الله له بها . وما أحقر ما نتصوره أهدافًا جليلة في الحياة إذا قارناها بما يستحق أن نشقى للوصول إليه كالسعادة .. وراحة القلب .. ودفء المشاعر .. والسلامة من غوائل الدهر .. والإحساس بالأمان . وبأننا في أمن من عقاب الله وعقاب الحياة". 

الاثنين، مايو 4

من جميل شعر الأستاذ نزار قباني...

سلالات
من سلالات العصافير .. أنا
لا سلالات الشجر
وشراييني امتدادٌ لشرايين القمر
إنني أخزن كالأسماك في عيني
ألوان الصواري ،
ومواقيت السفر .
أنا لا أشبه إلا صورتي
فلماذا شبهوني بعمر ؟

طوق الياسمين
شكراً.. لطوق الياسمين
وضحكت لي.. وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين
.......
وجلست في ركن ركين
تتسرحين
وتنقطين العطر من قارورة و تدمدمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
قدماك في الخف المقصب
جدولان من الحنين
وقصدت دولاب الملابس
تقلعين .. وترتدين
وطلبت أن أختار ماذا تلبسين
أفلي إذن ؟
أفلي أنا تتجملين ؟
ووقفت .. في دوامة الأوان ملتهب الجبين
الأسود المكشوف من كتفيه
هل تترددين ؟
لكنه لون حزين
لون كأيامي حزين
ولبسته
وربطت طوق الياسمين
وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين..
هذا المساء
بحانة صغرى رأيتك ترقصين
تتكسرين على زنود المعجبين
تتكسرين
وتدمدمين
قي أذن فارسك الأمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
.......
وبدأت أكتشف اليقين
وعرفت أنك للسوى تتجملين
وله ترشين العطور
وتقلعين
وترتدين
ولمحت طوق الياسمين
في الأرض .. مكتوم الأنين
كالجثة البيضاء
تدفعه جموع الراقصين
ويهم فارسك الجميل بأخذه
فتمانعين
وتقهقهين
" لاشيء يستدعي انحناك
ذاك طوق الياسمين .. "