الأحد، نوفمبر 24

قصة الأمس واليوم

قصة الأمس واليوم لمن يريد أن يفهم أو يتدبر تتلخص في الرعب اليهودي من الإسلام والخشية الأبدية من النبوءة الإسلامية بفناء إسرائيل. فالصهيونية اليهودية هي المحرك والفاعل والطرف الثالث الدموي واللاعب الخفي لكل الشخوص والأفاعي والدمى على مسرح الحياة منذ آلاف السنين... والهدف الأوحد هو... الخلاص من الإسلام... العدو الأبدي...الصهيونية اليهودية التي يحرسها المارد الأمريكي بعد أن أقنعته أن عدو الحضارة الرئيس هو الإسلام وحده، فاخترعوا مصطلح الأصولية الإسلامية وألبسوها ثوب الإرهاب، وهو يكذبون ليلا ونهارا عندما يقولون أن عداءهم ليس مع الإسلام بل مع الإرهاب الذي هو من صناعتهم هم وحدهم وثمرة زرعهم بأيديهم...ولأن اليهود أصلا نابغون في التجارة وجمع المال وأساتذة فن الاستغلال وهم من درسوا جيدا النفس البشرية ووعوا الضعف البشري الغريزي تجاه المال، فقد بدأت القصة منذ القدم. حيث استطاع الصهاينة خلال سنوات طوال من العمل الدؤوب والبطئ صناعة دولة إسرائيل ثم تسللوا للسلطة والحكم في أمريكا وبلاد العرب، لا كرؤساء أو ملوك أو سلاطين، بل كمستشارين يصنعون القرارات من خلف الستائر والحجب، حتى أصبحت السلطة الفعلية في يدهم ولكن في الخفاء، فلا تظنن "جلالة" الملك أبو عقال أو سمو الأمير بطيخة الذي يرتفع كرشه فوق صدره يجيد الإدارة أو التخطيط، فعقول هؤلاء أتخن من كروشهم وبطونهم! ثم نجح صهاينة اليهود بعد في امتلاك نواصي المال في العالم، فامتلكوا البورصات والبنوك وأقاموا المؤسسات المالية الدولية التي تهدف لجعل الغني أكثر غنا والفقير أكثر فقرا!! ولأنهم درسوا النفس البشرية كان من أهم أسلحتهم النجاح في امتلاك كل أدوات غسيل المخ من صحافة وإذاعة وقنوات تليفزيونية وسينما ومسرح، فاستطاعوا خلال سنوات طوال تشكيل رأي عام يتفق وأهدافهم. بل والأدهى من ذلك وأمر أنهم أنشئوا كل التنظيمات الإجرامية السرية من مافيا وعصابات للمخدرات وتجار الأسلحة وبيوت الدعارة والقوادين وتجار اللحم الأبيض والأسود، واستطاعوا أن يجعلوا من المال عل مدار السنين صنمهم المعبود، وقدس أقداسهم، فأسسوا للرأسمالية والامبريالية والماسونية، ثم خرج من عباءتهم من أسس للشيوعية ثم أتى من بعده من هدم الشيوعية على رأس اصحابها. وهم من يشعل فتيل الحروب ويدقون نواقيس الصراعات في الأرض لسبب بسيط أن الحروب والصراعات هي وقود بورصاتهم فيصبح اليوم لليورو وغدا للدولار، ويجني حيتان المضاربين منهم وممن صار في ركبهم المليارات في ثوان بلا جهد ولا عناء ولا تعب فضلا على كون الحروب والصراعات سوقا لتصريف مخازنهم مما صنعوا من أسلحة لا يقتتلون بها بل ليقتلوا بها غيرهم فإن لم يفعلوا باعوها لأعدائهم وهيئوا لهم الأسباب ليقتل بعضهم بعضا فكان كمن ضرب عصفورين بحجر، استنزف ثروات المتغطرسين المعتوهين ثم تركهم نارا يأكل بعضها بعضا. فليس المطلوب لنهب ثروات العالم غير قليل من الذكاء الخبيث وإشعال في فتيل الحروب، ونفخ في رماد الصراعات وصناعة الثورات والانقلابات العسكرية في شتى أنحاء الأرض وخصوصا أرض المسلمين والعرب. ولو قرأنا ودرسنا حروب التاريخ فلن نتعب كثيرا حتى نكتشف وندرك المحرك الرئيس والفاعل الحقيقي لكل هاتيك الحروب وكان دينهم وديدنهم الأساس في كل الصراعات كلمتين فقط... (فرق... تسد)! فنجح الصهاينة وأعوانهم الأمريكان في تقليب المسيحيين على المسلمين وسنة المسامين على شيعتهم والعرب على الأكراد والإيرانيين، وحتى تقليب العرب لبعضهم البعض في حروب عديدة كغزو العراق للكويت، فالهدف دائما واحد...تأليف الطوائف والأعراق بغرض تفرقتهم وعدم توحدهم أبدا لأن في توحدهم نهاية الصهيونية اليهودية وإسرائيل. والأمثلة كثيرة في فلسطين بين فتح وحماس ، ولبنان بين المسيحي والمسلم والسني والشيعي والدرزي وفي أفغانستان والعراق والصومال والبوسنة وصربيا وكشمير وبورما والفلبين والهند والشيشان وفي مصر بين المسلمين والمسيحيين بل وبين المسلمين أنفسهم....أمثلة لا حصر لها...ثم استطاعت الصهيونية العالمية بمساعدة أمريكا أن تؤسس النظام العالمي الجديد الذي يزرع الفتن والموت والدماء في كل بقاع الأرض وخاصة ديار الإسلام والمسلمين، فأصبحوا مثل الأخطبوط تحيط أذرعه بكل النخب الحاكمة، وخدعونا وخدعوا العالم ب(عملية السلام) التي هي بالأساس وهم كبير من اختراعهم وأغنية لطيفة من تأليفهم لكي يلهوا العالم بها. واستطاعوا تجنيد بعض أشباه الفقهاء المتأسلمين من بني جلدتنا فرسموا لهم المخططات وأمدوهم بالأموال لصناعة الإرهاب وتنفيذ الاغتيالات وبذر الدماء باسم الإسلام حتى يلصقوا بالإسلام تهمة الإرهاب، والأمثلة كثيرة من بن لادن لحكمتيار لمحمد سياد بري للملا عمر للزرقاوي.  وعبر أفلامهم وأبواقهم أقنعوا العالم بأن أمريكا والغرب هما قبلة الحضارة والعلم والرقي وأن الإسلام هو الرجعية والظلامية والتكفيرية والتخلف وسبب بلاء أتباعه!!!! ونجحوا كذلك عبر شراء حكام العرب بالمال والفاتنات من النساء وأضواء السلطة المبهرة وزينتها الباهية في إقناع الكثيرين بأن أمريكا وحليفتها إسرائيل هي صاحبة اليد العليا والعصا الغليظة، رغم أننا بما وهبنا الله من كنوز للطاقة وبأسواق بشرية هائلة لتجارة غيرنا وموقع جغرافي فريد وتحكمنا في معابر التجارة عبر العالم كان من المفترض أن نكون نحن  أصحاب اليد الأعلى والعصا الأغلظ، ولكن حكامنا أضاعوا الثروات على موائد القمار ونهود النساء وإشباع الشهوات بالملذات حرامها قبل حلالها، وأعانهم على ذلك هوان شعوبهم ورضاهم بالعيش الذليل واستكانتهم ورضاهم بحياة العبودية للسفهاء من قومهم. ولما علم أعداؤنا أننا فقط أصحاب حناجر عنترية وأن كل أسلحتنا ألسنة وكلمات وربابة تطاولوا علينا وتهاووا على قصعتنا فسبوا رسولنا وأهانوا ديننا وقرأننا، بل واخترقونا فنجحوا في استمالة الحثالة من نخبتنا التي صنعوها هم لنا. وما السيسي أو غيره من أشباه الأصنام من حكامنا، أو غيره من الإعلاميين الذين يصرخون في آذاننا ليل نهار، أو بعض المفكرين والخبراء والمثقفين أو (فجار الدين) من بعض أصحاب العمائم عندنا سوى أذناب لأسيادهم في الموساد والمخابرات الأمريكية يهتدون بهديهم ويدينون بدينهم وليس لهم هم ولا هدف سوى صرف الناس عن إسلامهم (الذي هو نظام حياة) بالنساء ولقمة العيش وبالغناء والعبث وحصر الإسلام في حركات بهلوانية في صلوات يخرج المرء منها ولا يتذكر حرفا مما قاله أو في فقه يختص بالحيض والنفاس وجلباب ولحية أو في أيام معدودات يصومها المسلم على مضض كل عام. أما العدل والتقوى والبر والعدالة الاجتماعية وحسن الخلق والفضيلة وتجهيز ما استطعنا من قوة نرهب بها عدونا فهي محرمات علينا في نظرهم وهي عين الإرهاب عندهم. والسحرة كثيرون والرايات البراقة كثيرة والشعارات الرنانة جاهزة كالحرية والتنوير والحضارة والعلمانية والمواطنة والمدنية وغيرها!!!!
وملخص الحال الآن معسكران... معسكر الصهيونية اليهودية والمسيحية العلمانية ومن شايعهم وسار في ركبهم من الملحدين والعلمانيين المسلمين بالوراثة وبقايا الشيوعيين، ومعسكر الإسلام والمسلمين وفيه قلة أصبحت اليوم مستضعفة مستهدفة مثلهم كزبد البحر. المعسكر الأول بقادته ورموزه وسطوته وقوته وصوته العالى الذي يملأ الأرض حاليا لا مانع أبدا لديه أن يترك الآخرة بنعيمها وجنانها وأنهارها لأصحاب الهلاوس الدينية من أهل المعسكر الآخر في مقابل أن ينفردوا هم بالسلطة والثروة الدنيوية وكنوز الأرض وخيراتها ونعيمها. وهم لا يريدون أي تقدم علمي أو أخلاقي للمعسكر الآخر حتى يظلوا في حاجتهم وحمايتهم. كذلك هم لا يريدون نجاح أي مشروع إسلامي أو أي نظام حكم إسلامي أو أي نموذج اسلامي لان في ذلك كل الخطر على مصالحهم، فيضعون على كراسي الحكم في بلاد الثروة والبلاد المؤثرة بالتزوير تارة والانقلابات العسكرية والتمويل والدعم تارة أخرى من يخدم مصالحهم فقط..ونحن نعيش مثالا صارخا لا يقبل الشك...فلو كان مثلا بشار الأسد جزار سوريا ممانعا أو مقاوما حقاً لما ظل على الحياة أصلا بين عشية وضحاها...وبالمقابل فلأن محمد مرسى لم يكن ليخدم أهدافهم فقد اجتمعوا عليه جميعا منذ اليوم الأول لانتخابه فوضعوا له الفخاخ والعراقيل وأوغروا عليه الصدور حتى اغتصبوا منه شرعيته في عام واحد فقط!!! ويصدق في الوضع الحالي قول الله تعالى (قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى).
أما أصحاب معسكر الإسلام والمسلمين المقابل، فليس عند المؤمنين الحقيقيين منهم أدنى شك في نصر الله لدينه، وهو تحقيق لوعد الله الحق (هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله). أما كيف سيتحقق هذا أو متى فهو غيب ليس يعلمه سوى الله سبحانه هو وحده الذي يجري المقادير وهو خير الماكرين. كل ما نؤمن به - نحن أمة محمد - بأن الله لن يغير حالنا حتى نغير نحن أنفسنا. فاللهم إنا نسألك أن تصلح حالنا و أن تشد من أزرنا حتى نصبح كما تحب وترضى فيتحقق فينا وعدك الحق، ومن أصدق من الله وعدا؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق