السبت، أبريل 29

من أجمل ما قرأت في اجازة العيد

 "إذا رأيت الكذب والزور والرياء والنفاق والحقد والحسد وأشباهها من الرذائل فاشية في أمة، فاحكم على أمرائها وحكامها بالظلم والاستبداد وعلى علمائها ومرشديها بالبدع والفساد، والعكس بالعكس"....الشيخ محمد رشيد رضا، رحمه الله.

----------------------------------------

هذا اجتهاد مني لشرح أبرز ( أركان الإسلام) من القرآن الكريم وهي تختلف عن (أركانه في الحديث).
فأركانه في الحديث تنوعت من ركن واحد مثل ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) إلى أربعة أركان إلى خمسة إلى ستة إلى ثمانية إلى 315 ركناً. وقد استعرضنا أركان الإسلام في الحديث في موضوع سابق حتى لا يدعي مدعٍ أننا نهمل الأحاديث، فالأحاديث متناقضة وبعضها أقرب للقرآن من بعض.
والذي يهمنا هنا أن (أركان الإسلام الخمسة الشائعة) إنما هي لفظ من ألفاظ حديث ابن عمر فقط، وأهملوا بقية ألأحاديث مما هو أصح وألصق بالقرآن. وقد أثبتنا أن الرواية عن ابن عمر مختلفة، وكلها يصححها أهل الحديث فمرة يجعلونها من قوله ومرة حديثاً ومرة تزيد وأخرى تنقص فعنده ثلاث إسلامات وأن أركان الإسلام التي نعرفها اليوم هي شرائع وفرائض قطيعة، ولكنها أهملت ما هو أهم من أكثرها، كغايات القرآن، وهي فوق الستة عشر غاية . فالصلاة وهي أهم ركن من أركان الإسلام بعد الشهادتين - وبعض الأخاديث تحذف الشهادتين- إنما هي وسيلة وليست غاية، فهي وسيلة للذكر الذي هو غاية. والذكر ليس معناه الذكر اللفظي فهو مما حرفه الشيطان، وإنما معناه أن يكون الله في قلبك ( تتذكر الله) كما قال ( فاذكروا الله كذكركم آباءكم). فليست الصلاة في القرآن غاية، وإنما وسيلة يستعان بها لما هو أعلى منها ( واستعينوا بالصبر والصلاة) وليس هناك آية تقول ( لعلكم تصلون). وكذلك الصيام هو وسيلة فقط إلى غاية تسمى التقوى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة] فالغاية هي التقوى وقد عرفناها سابقاً بأنه ليس معناها العبادة وإنما العبادة وسيلتها
كما في قوله ( يا ايها الناس اعبدوا ربكم .... لعلكم تتقون) والتقوى هي كف الأذى والعدوان الذي يغلب على المسلمين ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) فالتقوى ضد العدوان والعدوان سببه الكذب فلذلك عرف القرآن المتقين بالذين يأتون بالصدق ويصدقون بالصدق.
(
وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) هذا هو التقوى ولا يتقبل الله إلا من المتقين فتحروا الصدق تتقوا..إذاً فليس في القرآن (لعلكم تصلون) ولا (لعلكم تحجون) ولا لعلكم (تصومون) ولا لعلكم (تزكون) ولا لعلكم (تغتسلون من الجنابة) .وهذه الأركان (الروائية) إنما هي وغيرها من العبادات وسائل إلى (غايات قرآنية) كالتقوى والهداية والرشد والعقل والتذكر والذكر والتفكر الخ...وكان من الطبيعي أن يعمل الشيطان على أن ننسى (الغايات) ونجعل (الوسائل) غايات، ليلبس علينا ديننا، وليحوله إلى نقمة على المسلمين وغيرهم.
من الطبيعي أن نقرأ أن النبي ( رحمة للعالمين) ثم لا نرى هذه الرحمة حتى على المسلمين وأن نقرأ أن القرآن ( ذكر للعالمين) ثم لا نراهم حوله! لأن الشيطان قلب لنا الإسلام رأساً على عقب ثم أشغلنا في الوسائل ثم أنسانا التفكر والعدل والعقل والاعتصام والتعاون على البر والتقوى.الخ ثم قام الشيطان بخطوة ثانية، من بنقل المسلمين من ( الوسائل) إلى ( زوابع مذهبية) ما أنزل الله بها من سلطان، فأمات الوسائل نفسها وأثرها. ومازال الشيطان ينتظر بنا (الخطوة الثالثة) وهي أن نكفر مطلقاً بهذا الإسلام ونعده محرضاً على الفساد وسوء الأخلاق ومحاربة المعرفة والجهل ..
وقد بدت طلائع هذا ( الكفر) وراياته تظهر هذه الأيام بين الشباب والخطوة الثالثة قادمة قادمة لا محالة، لأن الشيطان يمنع أولياءه من الاعتراف لذلك حتى لا يأخذنا الكلام خارج الموضوع.. سنبدأ بالتذكير بآيات كريمة - من باب أن الذكرى تنفع المؤمنين- هذه الآيات نعرف منها معالم الإسلام الأول الذي ضاع من القرن الأول نفسه كما قال أنس في صحيح البخاري (والله ما أعهد شيئاً كان على عهد النبي). فالتغيير قديم..
وإذا أردنا أن نعرف الإسلام قبل هذا التغيير فلابد من العودة لمصدر للإسلام قبل حدوث هذا التبديل الكبير، وهذا المصدر ليس سنياً ولا شيعياً. هو كتاب الله نفسه، هو القرآن الكريم الأزلي المكتوب في اللوح المحفوظ ( قبل الخلق) والباقي إلى يوم القيامة شفيعاً لأصحابه وبه يجوزون. فما هي أركان الإسلام أو خصائصه الكبرى أو معالمه البارزة في القرآن الكريم ، وتجوزاً ربما نسميها ( أركان الإسلام) في بحثي هي ثمانية كالتالي
1-
الإقبال (بالبدن والقلب على المعلومة)= وضده التولي 2- التسليم( بالمعلومة الصحيحة)= وضده الكفر 3- الاعتصام والوحدة =وضده التفرق والتنازع 4- التوحيد ( تعبد الله فقط) = وضده أن تشرك معه غيره من صنم أو رمز أو مذهب أو هوى 5- العدل والقسط = وضده الجور والظلم والبغي والعدوان6- الطاعة (لله والرسول) = وضده المعصية 7- الإحسان =وضده الإجرام (فكرة وعملاً) 8- لين القلوب وخشوعها = وضدها قسوة القلوب بأقفالها المتعددة. هذه تقريباً أركان الإسلام في القرآن - وفق اجتهادي- ولكم الحق بعد استعراض الأدلة أن ترفضوا بعلم أ تقبلوا بعلم أو تضيفوا وتهذبوا بعلم وهذه الأركان أو المعالم أو الخصائص أو المحددات للإسلام الإلهي الأول ذلك الإسلام الغض الذي نزل على محمد، والذي عرضه للناس فهو متبع للقرآن عند استعراض أدلة هذه الأركان القرآنية، ستتخيل أنك في أيام النبوة وأنك تسمع محمداً صلوات الله عليه هو يعرض الإسلام الأول قبل عبث الشيطان، لا أقصد أنك بسماعي ستسمع محمداً، معاذ الله، أن أدعي ذلك وإنما بسماع الآيات نعم ستسمع محمداً لأنه مكلف بتلاوة هذا القرآن وتبليغه. (فضيلة الشيخ حسن المالكي).