الجمعة، يونيو 3

من دروس الحياة....

‏جاء في أمثال سليمان الحكيم عليه السلام: البيت والثروة ميراث عن الآباء, أما الزوجة المتعقلة فمن عند الرب!
وهذا صحيح بغير جدال.
***
كان للإمام الحسن بن علي بن أبي طالب زوجة حين ولي الخلافة بعد مقتل أبيه وأخطأت الزوجة فهنأته بها قائلة‏:‏ لتهنئك الخلافة يا أمير المؤمنين فقال لها‏:‏  أيقتل علي وتظهرين الشماتة ؟‏..‏ أذهبي فأنت طالق ثلاثا‏.‏ وبقيت في بيته حتى انتهت عدتها وبعث إليها بعشرة آلاف درهم كمتعة ومؤخر صداق‏,‏ فقالت المرأة لمن حمل إليها المال وهي باكية‏:‏
ــ متاع قليل من حبيب مفارق‏!‏
وصدقت فيما قالت، فكل شيء في الحياة حقا متاع قليل إذا افتقد الإنسان راحة القلب وسكونه إلى جوار من يحب‏.‏ لكن ماذا نقول نحن فيمن لا يرون إلا أنفسهم ورغباتهم ومطالبهم من الحياة ولا يعنيهم في كثير أو قليل ما قد يقدمونه من قرابين بشرية علي هيكل الفوز ببلوغ غاياتهم ؟ قد نقول ما قاله أحد الحكماء في موقف مشابه‏:‏ لقد أحببت الإخلاص وكرهت الغدر وآمنت بالخير والحق والعدل والجمال‏,‏ والمثل العليا‏..‏ وكان ذلك لنفسي قبل أن يكون لغيري‏..‏ فان كافأني الغير على ما حملت لهم من مشاعر طيبة بالوفاء لي فبها ونعمت‏,‏ وان جحد البعض عطائي ومشاعري وإخلاصي‏,‏ فلقد استمتعت بممارسة إحساس العطاء والحب والوفاء والنبل‏..‏ ولي ما أحسست به‏..‏ وعليهم عاقبة ما فقدوه من عطائي السابق لهم‏,‏ وفي ذلك بعض العزاء‏.!
***
قال المفكر الفرنسي باسكال في كتابه "الأفكار": إن الإنسان لا يشعر بقيوده إذا تبع مختارا من يجره.. فإذا بدأ المقاومة محاولا الابتعاد تألم كل الألم!
***
 "بحسن المعاشرة تدوم المحبة‏..‏ وليس بجمال الزوجة ولا حسبها ولا مالها ولا بوسامة الزوج أو ثرائه ولا بحدة الاشتهاء‏..‏ أو عمق الرغبة‏,‏ لأن الحب الذي لا يرويه طرفاه بماء العطف وحسن الرعاية واحترام المشاعر والعدل الإنساني مع الشريك‏,‏ لا يلبث أن ينضب معينه بعد حين ولو كان قد بدأ كالشلال الهادر." (الكاتب الأمريكي ايمرسون).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق