|
1
لقد
مر عشرون عاماً علينا
|
لقد
مر عشرون عامْ
|
ولا
نجمَ يسطعُ ..
|
لا
أرضَ تحبلُ ..
|
لا
قمح يطلعُ من تحت هذا الركام
|
ولا
غيمةٌ ماطرة 2
|
فهل
نسي الشارعُ العربيُّ الكلام؟
|
وصرنا
شعوبا بلا ذاكرة..
|
لماذا
الجماهير..
|
بين
المحيط، وبين الخليج،
|
تجوب
الأزقة كالقطط الخائفة
|
وأين
هو الشارع العربي
|
الذي
كان يمضغ لحم الطغاة
|
ويخترع
العاصفة؟
|
وكيف
خرجنا من الحلم الوحدوي الكبير
|
لندخل
ثقباً صغيرا..
|
يسمونه
الطائفه؟؟؟
|
3
|
لقد
مر عشرون عاماً علينا
|
لقد
مر عشرون عام
|
ونحن
وقوفٌ كأعمدةِ الكهرباء
|
نحدق
مثل البهاليلِ نحو السماء
|
تمُّرُ
القطارات من قربنا..
|
تمُّرُ
الحضارات من فوقنا..
|
تمُّرُ
الزلازل من تحتنا..
|
فلا
نتأملُ شيئاً..
|
ولا
نتعلمُ شيئاً..
|
ولا
نتذكرُ شيئاً..
|
ولا
نتحمسُ حين مجيء الربيع
|
ولا
نتأثرُ حين رحيلِ الشتاء
|
فلا
"رسول"
يرضى
المكوث لدينا
|
ولا
الأنبياء...
|
4
|
لقد
مر عشرون عاماً علينا
|
لقد
مر عشرون عام
|
وليس
هنالك من يطرح الأسئلة
|
وليس
هناك مسيحٌ.. ولا
جُلجلة
|
ونحن
هنا..
|
نتناسل
مثل الزواحف في الغرف المقفلة
|
فأين
هو الشارع العربي
|
الذي
كان يبصق ناراً؟
|
ولا
يعرف الفرق بين القصيدة والقنبلة..
|
لقد
مر عشرون عاما علينا
|
لقد
مر عشرون عام
|
ونحن
توابيت مصنوعةٌ من رُخام
|
نبايع
أي عقيدٍ يجيءُ..
|
ونلعق
جزمة أي نظام..
|
ونلبس
جلد النمور
|
ونحن
حمام
|
ونزعم
أنّا جبال
|
ونحن
نطير بكل اتجاه
|
كريش
النعام..
|
كريش
النعام..
|
5
|
لقد
مر عشرون عاماً علينا
|
لقد
مر عشرون عام
|
يحاصرنا
الروم من كل صوبٍ
|
وليس
هنالك ثأرٌ
|
وليس
هنالك من يثأرون..
|
ويسقط
نخل العراق جريحاً
|
ولا
صوت يثقب أعماق هذا الظلام
|
ولا
شيء يطلع من هذه الأرض
|
إلا
الطباقُ.. وإلا
الجناسُ..
|
وإلا
ألاعيبُ علم الكلام..
|
ويأكل
سكان بيروت فئرانهم
|
وليس
هنالك حزنٌ
|
وليس
هنالك من يحزنون
|
فأهل
الملايين فوق ملايينهم نائمون
|
وأهل
الخيول الأصيلة فوق جواريهم يركبون
|
وأهل
السياسة لا يقرأون.. ولا
يكتبون..
|
وأهل
الثقافة يلتقطون ذباب المقاهي
|
وفي
موج قهوتهم يبحرون
|
وليس
لدينا قصيدة شعرٍ
|
تريد
احتراف الجنون...
|
6
|
لقد
مر عشرون عاماً
|
لقد
مر عشرون عاماً
|
ونحن
نؤسس حكم القبيلة
|
ونلغي
حدود الوطن
|
ونرفع
صورة شيخ القبيلة
|
ونعبد
في كل يومٍ وثن
|
لقد
مر عشرون عاماً علينا
|
لقد
مر عشرون عاماً
|
نسينا
بها عبق الياسمين،
|
وصوت
المطر
|
تخاف
العصافير منّا..
|
ويضجر
منّا الضجر
|
إلى
أن أخذنا
|
مع
الوقت- شكل
الحجر...
|
جرائدنا..
|
تتغرغر
كل صباح بذات الخبر
|
شوارعنا..
|
تتقيء
كل مساء ألوف الصور
|
وليس
هنالك
|
ما
يبهج القلب من كل أخبارنا
|
سوى
نبأ..
|
عن
دخول الميليشيات..
|
أرض
القمر
|
7
|
لقد
مر عشرون..
|
خمسون..
|
تسعون..
|
مليون
عامٍ علينا
|
وما
زالت أغمدة سيفي
|
بلحم
الظلام
|
وما
زلت أحرق كل الطبول،
|
وكل
الحواة..
|
وكل
الخيام..
|
وأشهد
أني..
|
قرأت
السلام على كل أهلي
|
ولكنهم
لم يردوا السلام
|
فهل
كنت أقرأ شعري
|
على
كومةٍ من عظام؟؟ نزار قباني
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق