"آه لو
تعفف الإنسان عن إيذاء الآخرين وحاول دائمًا أن يحقق أهدافه في الحياة بغير أن
يمشي إليها فوق جثث الآخرين وصراخهم وعويلهم ، إذًا لاختفت معظم أسباب الشقاء
الإنساني ولتخففت الحياة كثيرًا من آلامها .
لقد
استعرض الفيلسوف الألماني "كانت" شريط حياته وهو مستلقٍ في فراشه من
الطفولة إلى لحظته الراهنة .. ثم هز رأسه وقال : هذا حسن ، وأسلم روحه لبارئها
مطمئنًا إلى أنه لم يؤذِ أحدًا في حياته . وأحد الصالحين تولته رجفة وهو في نزعه
الأخير فعاتبه صديق صالح قائلاً له : أتخشى لقاء ربك وأنت من عشت حياتك في طاعته ؟
، فأجابه باكيًا : أخشى أن أكون قد آذيت نفسًا بغير أن أدري.
فكم منا
يا صديقي يستطيع أن يردد نفس العبارة وبعضنا لا يهتز له رمش وهو يطأ الآخرين في
طريقه إلى تحقيق مأربه مع أن أبواب الحياة متسعة للجميع ... ويستطيع كل إنسان لو أراد أن يحقق
سعادته بغير إشقاء الآخرين .. ويستطيع أن يرضى بما حقق ولا يتعجل قطف الثمار إلى
أن تأتيه راغبة وحين يأذن الله له بها . وما أحقر ما نتصوره أهدافًا جليلة في
الحياة إذا قارناها بما يستحق أن نشقى للوصول إليه كالسعادة .. وراحة القلب ..
ودفء المشاعر .. والسلامة من غوائل الدهر .. والإحساس بالأمان . وبأننا في أمن من
عقاب الله وعقاب الحياة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق