الثلاثاء، سبتمبر 10

معنى الصلاة عى النبي...

عبارات موروثة ومتداولة على ألسنة الناس كلها خطأ يصل أحيانا للشرك!

صلى الله عليه وسلم ❌️

عليه الصلاة والسلام ❌️

اللهم صل على النبي ❌️

فالله تبارك وتعالى يقول:

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [سورة اﻷحزاب 56]

نفهم من محور الكلام أن الصلاة هنا هي صلة ولكن حرف (على) هو ما شاكل فهم الصلاة على الناس

إذ كيف تكون الصلة على ؟!!!

فالأصح لغةً أن تكون الصلة (بـ) النبي مثلا...أو (إلى) النبي مثلا…..أو (لل) النبي مثلا….أو (في) النبي مثلا…...أو (مع) النبي مثلا.

ولكن من حيث الاصطلاح فكل ما سبق خطأ لأن استخدام أي منهم تصبح العبارة شركية لذلك جاء بـ (على) كإستعارة بديلية عنهم "احترازا" فقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ)

أي على صلة بالنبي من خلال ملائكة الوحي...والصلة هي القرآن وتنزيله على مر ٢٣ سنة.

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) أي على اتصال وتواصل دائم مع النبي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ) أي اتصلوا به وكونوا معه على صلة دائمة ولا تبتعدوا عنه حتى ينتهي من تبليغ رسالته لأن القرآن ما زال بقيد التنزيل.

كلمة "نبي" مشتقة من " النبأ"، يقال: نبأ، ونبأ وأنباء: أخبر، ومنه: النبي، لأنه أنبأ عن الله أي يوحي إليه الله ما يريد أن ينبئ به المؤمنين من غيب لا علم لهم به.

فلا تكتفي أن تؤمن وتهجر الرسول النبي...لأن القرآن هو منهج حياتك وكان لا يزال قيد الانزال وقت النبي.. ولذلك استخدم هنا النبي بدل الرسول .. لأن النبي هو الذي يُنبأ بالغيب ..والتنبؤ لا يكون إلا باتصال مع المُنبئ..أما الرسول فهو المبلغ للرسالة فحسب .. يعني الرسول مرحلة ثانية وهي التبليغ وإيصالها...أما النبي مرحلة أولى في التلقي من المرسل

وقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ)

هذه تخاطب الذين آمنوا ممن عاصروا النبي فقط..

وانتهى هذا الوصال بنزول قوله (اليوم أكملت لكم دينكم) وبإنتهاء مهمة الرسول في تبليغ الرسالة

ودل على ذلك أيضا قوله تعالى:

{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [سورة اﻷحزاب 43]

وذلك من خلال النبي الذي بلغكم بالرسالة

(هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ) أي اتصل بكم من خلال ملائكته ورسله لـ (لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)

وهذا فيه تعليل عن سبب هذا الإتصال. ورغم ذلك فقد هجروا الوصال، وجاء التقرير في حقهم مؤسف جدا: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [سورة الفرقان 30]

ثم عندما قال له {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ}

هل يعني أن يقول النبي للناس عليكم الصلاة ؟؟؟؟

أم المعنى صل بهم كما يصلون بك ؟

اتصل بهم كما يتصلون بك ؟

ثم لو كنا مطالبين بالصلاة اللفظية على النبي، لكان الحق أن يطالبنا بالصلاة على كل الأنبياء والرسل

لأن الله يقول: لا نفرق بين أحد من رسله، لا نفرق بين أحد منهم.

أما تتمة السياق يؤكد المعنى تماما (وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)

(وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) لا يعني أن تقول عليه السلام ❌️

فهنا لا يطالبك الله أن ترمي سلامات لفظية ❌️

(وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) أي سلّموا لكل مافي الرسالة تسليم...اخضعوا لكل مافيها

لا أن تأخذوا منها ما يوافي ويوافق هواكم .. (وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) آمنوا بكل مافي الرسالة من غيب

فالملائكة والجن والشياطين والبعث والحساب والجنة والنار غيب وعليك أن تؤمن بوجودهم خارج الوعي الإنساني وتسلّم (وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) لا أن تقولوا لرسولكم كما قال بنو اسرائيل لموسى عندما أمرهم أن يدخلوا الأرض المقدسةاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ..

ويؤكد ذلك المعتى القرآن نفسه:

﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (النساء 56).

وهكذا....

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)

أي اتصلوا به وتواصلوا معه وسلّموا واخضعوا لكل مافي رسالته ...

أما أن تقول: اللهم صل على النبي .. فكأنك ترد الأمر على الآمر ، وتقول له لا بل صل أنت!!! وهل يتصل الله بأموات؟؟؟ هل يصلي الله اليوم على ابراهيم أبي الأنبياء والذي أمر الله خاتم أنبيائه باتباع ملته؟!!!!

والخطأ الأشنع عندما تقول؛ صلى الله عليه وسلم...فهل الله يُسلّم على رسوله؟!!!! هل استسلم الله سبحانه لنبيه؟!!!! (تعالى الله سبحانه علوا كبيرا!!!)

والخطأ الثالث

عندما تقول؛ عليه الصلاة والسلام.. فأنت بهذا القول لم تفعل شيء … لأنك أولا لم تفهم معنى (عليه الصلاة)...ثانيا تظن أنك إذا قلت عليه السلام فهذا السلام يصل إليه؟!!!!

في حين أن الرسول مات كما يموت كل الناس ، والسلام اللفظي عليه لن ينفعك ولن يصله (إلا إذا كنت تريد الإستناد على مرويات وكتب الحكواتية). في هذا الصدد فهذا شأنك أنت الزم به نفسك.

حتى في قوله تعالى عندما وصف عباد الرحمن: {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [سورة الفرقان 63] (قالوا سلاما) لا يعني السلام الحرفي اللفظي

بل المعنى أي إذا خاطبك الجاهل فقل له قولا سليما … سليما من التهكّم واللغوّ والاستعلاء عليه

لأنك تعتبر نفسك أعلم منه بما هو يجهله.. ودل على ذلك قوله تعالى عن الذين يدخلون الجنة

{لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا ۖ وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [سورة مريم 62]

فاللغوّ نقيض القول السليم / والعكس كذلك .. لا يسمعون فيها لغوا إلا القول السليم من اللغوّ.